الرئيسية
بحـث
أحدث الصور
التسجيل
دخول
والصلاة والسلام على رسوله الامين
والله المستعان
مساء كل يوم أجدد اللقاء مع صديق عرفته منذ أن فتحت عيني على الدنيا ، فهو ليس حكرا علي ، بل صديقا للجميع
كما أنه ليس كبقية الأصدقاء من الذين تتجادبني معهم
إكراهات المصالح ، ولاتتدخل لغة الحسابات الضيقة معه كما يتم الأمر مع الأخرين ، وإنما نلتقي كعادتنا مساء كل يوم
ولا يتطلب الأمر مني سوى الإستلقاء على فراشي والإنتظار
حتى تحين ساعة قدومه الذي قد يقصر أويطول تبعا لصولات وجولات الهموم في رأسي ، لا أستطيع رؤيته لكن
أشعر بقدومه عندما أغادر نحوعالم اللاوعي ، أهيم فيه طويلا حتى أغوص في غياهيب الأحلام التي أعيش فيها
نوعا أخر من الحياة الوهمية التي أفعل فيها العديد من الأشياء دون أن أتحرك من مكاني كأنني أتفرج على فيلم
تمثيلي ،والغريب أنني أعيش حياة الحلم كأنها أحد وقائع
الدنيا ولا أدرك أن ذلك ليس سوى حلما إلا بعد الإستيقاظ
أي عند دخولي في عالم الواقع الذي يتطلب الكثير من الجهد والحركات والقيام والقعود لفعل أمربسيط عكس الحلم الذي
يعفيني من تحريك أي شيء من مكانه ، فالأمريتطلب مني
الإستسلام للنوم حتى يتواردعلي الحلم الذي أعيش فيه حياة
جديدة ليس بها إكراهات أو ضغوطات ، تمر بشكل سلس ، مماييسر لي اللقاء بأي شخص ولوكان ميتا ، والسفر
الى أي مكان ولوكان خارج الأرض .
لذلك ففي النوم يبدو لي الزمان لابداية أونهاية له ، كما
أن المكان لاتحده حدود .
يبقى عندي مشكلا وحيدا في عالم النوم أن الأشخاص الذين
إلتقيتهم لست أنا من إخترت لقاءهم ، ولم أعرف متى ؟ وكيف
وأين تم اللقاء ولماذاهؤلاء وليس غيرهم ؟ ومن رتب هذا اللقاء ؟ ولماذا ؟
أسئلة تتبادر الى ذهني عند الإستيقاظ من النوم وليس عندي
أي جواب لها كمالايستطيع أحد الإجابةعليها مهما بلغ علمه لأنها وقعت في زمن غيبي لم يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى ، ويبقى حلا وحيدا وهو اللجوء لمفسري
الأحلام لفك طلاسم هذه الرؤيا ، لكنهم لايبدوا أنهم للأحلام
يعبرون وسوف يعطونني مجموعة من الأجوبة التي تحتمل
العديدمن التفاسير.
يبدومما سبق أنني كنت مسيرا في الحلم ، مادمت لاأستطيع
التحكم في تصرفاتي أثناءالنوم كما يتم الأمر في عالمي
الواقعي الذي أكون فيه مخيرا في أقوالي وأفعالي .
كماأن أحلامي لا أستطيع التحكم فيها وتقديم مايعجبني أو دفع ما أكرهه ،ففي بعض الأحيان يأتي الحلم على شكل
كوابيس مرعبة وأحلام مفزعة ولا يمكنني تجنبها أو الخروج منها
حتى تنتهي بمحض إرادتها وبذلك أكون قد إجتزت كامل مراحلها رغم أنفي مما يجعلني أستيقظ مرتبكا ومشوش الذهن.
. 
