وكذلك النمل يؤجر العبد على الإحسان إليها فقد عظم الشرع أمرها ونهى عن قتلها كما جاء في حديث ابن عباس قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربع من الدواب، النملة والنحلة،والهدهد والصرَد(. وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه تحريقها.
وما تساءلت عنه تساءل عنه الصحابة رضوان الله عليهم فقالوا: (يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم أجرا ، قال : في كل كبد رطبة أجر). متفق عليه. فالإحسان إلى الحيوان عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه لينال رضاه ويحصل ثوابه.
ويجدر التنبيه هنا على أن الإنسان يؤجر على ذلك إذا فعله ابتغاء مرضات الله أما إذا فعله من باب الاقتداء بغير المسلمين أو اتباع الموضة أو غير ذلك مما يكون من قبيل العادات فلا يؤجر الإنسان على ذلك. فينبغي على المسلم أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ويعرف مسائل وأحكام الرفق بالحيوان ولا يجعل الكفار قدوة له في هذا الأمر فإن المرجع في معرفة الفعل المأذون والفعل الممنوع إلى الشرع والعرف الصحيح.
ورحمة الحيوان والإحسان إليه سبب عظيم لرحمة الله للعبد يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة(. رواه البخاري في الأدب المفرد. وقال صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم لا يرحم). متفق عليه.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.