بعض الناس لها جميعا معاني باقية
. ولكن هذه المعاني النبيلة هي عبارة عن حبات لؤلؤ..
هي مصابيح صغيرة شاردة في مهب العواصف..
إن الكثير مما يشغل الإنسان في حياته وفي عمله ليس إنسانيا..
ولكي يعود الإنسان إلى إنسانيته يحتاج إلى أن يتوقف
بعض الوقت ويواجه الناس ويتساءل:
لقد نسيت يدي.. فإذا لم أمد يدي فلن يمد أحد يده
ولن ينتشلني من عزلتي أحد..
يجب أن أعمل مثل نوح، عليه السلام، سوف أبني
سفينتي على الأرض.. وليضحك الناس،
ولكن سوف أنفخ في شراع السفينة حتى تنزل
إلى البحر وأقطع هذه المسافة التي بيني وبين الناس..
لأن أحدا لا يريد أن يقطع هذه المسافة..
كل ينقطع عن الناس.. أن يقتطع نفسه من الناس..
وأن يقتطع الإنسانية من نفسه أيضا،
ثم يشكو في نفس الوقت من أنه محاط بجزيرة لا إنسانية.
ولكن نوح لم يصنع السفينة وحده.
. لقد اشترك معه أبناؤه وزوجاته وزوجات أبنائه..
والأدباء والفنانون والمفكرون هم نوح وأولاده
.. ومهمتهم جميعا أن ينبهوا إلى طوفان اللامبالاة..
إلى طوفان الزمالة بلا حب بين الناس في البيت والعمل