اجعل لعينيك الكلام فسيقرأ من أحبك سوادها
اجعل وداعك لوحةً من المشاعر
يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون، فهذا آخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدكما.
النسيان صعب جداً ولكن الأصعب منه حين ينساك من يعيش بذاكرتك ويحتلها
ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع
، وما أصعب أن تشعر بضيق، وكأنّ المكان من حولك يضيق.
لا تحاول البحث عن حلم خذلك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد.
بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكوا له ألم البُعاد؛ لأنه سيغيب ليرمي ما حمله
ويعود لنا قمراً جديداً، ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك
لأنّه سيرمي بهمّك في قاع ليس له قرار، ويعود لنا بحراً هادئاً من
جديد، وهذه هي سنّة الكون، يوم يحملك ويوم تحمله.
صعب أن ينتهي الحب الصادق نتيجه لأمر تافه، والأصعب أن يستمر الفراق
لأن كل طرف ينتظر إشارة الرجوع من الآخر.
بعد الفراق أصبح كل شيءٍ بطيء، أصبحت الدّقائق والسّاعات حارقة، وأصبحت أكتوي في ثوانيها.
غابت شمسك عن سمائي يا حبيبي، فأصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، أصبح الكون كله من دون
أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى صوتك يرنّ في أذني، لم أعد أرى سوى صورة
وجهك الحبيب، لم أعد أتذكّر إلا صورة وجهك، ونظرات عينيك عند الوداع.
يا ليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الموت
هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق، والوداع والموت هو البقاء.
نحتاجهم، نشعر بضيق يخنق أرواحنا، نهمس في داخلنا بعمق اشتقنا
لهم، خشية أن تعلو صوت لهفتنا، فيجرحنا صدودهم و يكون الكبرياء هنا هو سيد الموقف