أفضل الأعضاء في هذا المنتدى
آخر المشاركـات
941 المساهمات
800 المساهمات
708 المساهمات
701 المساهمات
693 المساهمات
661 المساهمات
605 المساهمات
500 المساهمات
500 المساهمات
481 المساهمات

اذهب الى الأسفل
ضحکَة خچڸ
ضحکَة خچڸ
عميل نشيط
البلد |✧ : الجزائر
عدد المساهمات |✧ : 352
تاريخ التسجيل |✧ : 28/08/2018
الجنس |✧ : انثى

تـوحيـد الألـوهيـة Empty تـوحيـد الألـوهيـة

الثلاثاء أغسطس 28, 2018 10:10 am
توحيد الألوهية يقال له توحيد العبادة باعتبارين ، فباعتبار إضافته إلى الله يسمى : توحيد الألوهية ، وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى : توحيد العبادة وهو :" إفراد الله عز وجل بالعبادة " .
الألوهية : مأخوذ من الإله .
والإله في اللغة : بمعنى المعبود .
في الشرع : هو المعبود محبة ورجاء وخوفاً ورغبة وتوكلاً واستعانة .
ومن الأدله على أن الإله هو المعبود ما جاء عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلى خمس : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

وإذا تقرر معنى الإله ، فإن توحيد الألوهية هو : ( إفراد الله تعالى بالعبادة ، وترك عبادة ما سواه ) . بأن يعبد الله وحده لا شريك له ، وذلك بأن تصرف جميع أنواع العبادة لله وحده ، كالدعاء ، والنحر ، والمحبة ، والخوف ، والرجاء ، والتعظيم ، وسائر العبادات . 
ويدل على ذلك من القرآن الكريم ما يلي : 
قال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) . 

وتوحيد الألوهية هو سعادة المؤمنين وملجأ الطالبين ، ونجاة المكروبين ، وغياث الملهوفين ، فلن يخلص الإنسان من آلام الدنيا ونكد عيشها إلا بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، ولو نال الإنسان أنواع ملذات الدنيا وشهواتها ، ولم يحقق عبادة الله وحده فلن يحصل إلا على الألم والحسرة والعذاب .

فليس للقلوب سعادة ولا لذة تامة إلا بعبادة الله تعالى ، والإعراض عن عبادة ما سواه ، فإن اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه إنما هو في محبة الله تعالى والتذلل له سبحانه والافتقار إليه جل وعلا .



تـوحيـد الألـوهيـة 150474274348773



تتجلى أهمية توحيد الألوهية من خلال أمور منها : 
1- أن توحيد الألوهية ميثاق وعهد مأخوذ على كل الناس . 
قال تعالى : ( {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)) [الأعراف : 172-173]

2- أن توحيد الألوهية هو الغاية من بعث الرسل وإنزال الكتب ومنها القرآن الكريم . 
قال تعالى : ( الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)) [هود : 1-2]
فإنما أنزل الله كتابه لأجل ( إفراد الله بالعبادة ) ، فجميع آيات القرآن إما أمرٌ به ، أو بحق من حقوقه ، أو نهيٌ عن ضده ، أو بيان جزاء أهله في الدنيا والآخره ، أو بيان الفرق بينهم وبين المشركين . 

3- أنه حق الله تعالى على العباد لقوله صل الله عليه وسلم ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) . فهذا التوحيد هو حق الله تعالى الواجب على الناس ، وهو أعظم أوامر الدين ، وأساس الأعمال . 

4- لا يصح إسلام الشخص إلا بتحقيق توحيد الألوهية .
فإن هذا التوحيد أول ما يؤمر به من عزم الدخول في الإسلام . 
قال تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء : 36] . 
ونقض هذا التوحيد والوقوع في الشرك هو سبب لحبوط الأعمال وبطلانها . لقوله تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 88]



تـوحيـد الألـوهيـة 150474274364654

تعددت الأدلة والبراهين في تقرير توحيد الألوهية ، وسنذكر منها ما يلي : 
أ- الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية : 
وإثبات ذلك يوجب إفراد الله تعالى بالعبادة والقصد ( توحيد الألوهية ). 
ومن ذلك قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} [البقرة : 21-22]

فأمر الله تعالى بعبادته وحده لا شريك له ، فهو المستحق لذلك سبحانه ، لأنه المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود ، وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة . 

ب- بيان حال الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى : 
أنها مخلوقة لا تخلق ، ولا تجلب نفعاً لعابديها ولا تدفع عنهم ضرراً ، فهذه المعبودات لا تنفك عن النقص والعجز والضعف والعيب والافتقار . 
قال تعالى : {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} [الفرقان : 3]
فمن علم أن تلك المعبودات لا تنفع ولا تضر ولا تعطي ولا تمنع ولا تملك شيئاً ، أوجب له ذلك الإعراض عما سوى الله وإفراده سبحانه بالخوف والرجاء والمحبة والدعاء والتوسل وسائر القربات . 

ت- الاستدلال بالأقيسة العقلية : 
لقد ضرب الله تعالى في كتابه كثيراً من الأمثال من أجل تقرير الحقائق الشرعية كما قال تعالى : {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ} [الروم : 58]
فمن الأمثال المضروبة في إثبات توحيد الألوهية ، قوله تعالى : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر : 29]



تـوحيـد الألـوهيـة 15047427437875

( لا إله إلا الله ) نفي وإثبات : ( لا إله ) نفي العبادة عما سوى الله تعالى . و ( إلا الله ) تثبت العبادة لله وحده . 
قال تعالى : { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة : 256]

و ( لا إله إلا الله ) لها شروط سبعة ، لا تنفع قائلها إلا بتحقيقها واجتماعها ، وقد سئل وهي بن منبة رحمه الله : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ فقال وهب : بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا وله إسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان وفتح لك ، وإلا لم يفتح لك . أخرجه البخاري تعليقاً . 
إضافةإلى ذلك فهذه الشروط ثابتة من خلال تتبع العلماء واستقرائهم لنصوص الكتاب والسنة . 



تـوحيـد الألـوهيـة 150474274386846

1- العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تثبته .
كما جاء في قوله صل الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) . 

2- اليقين .
بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلولها يقيناً جازماً لا شك فيه ولا ارتياب . 
لقوله صل الله عليه وسلم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) . 

3- القبول لهذه الكلمة ولما اقتضته ظاهراً وباطناً . 
وضد القبول الرد ، فإن الله تعالى قد أخبر بأن من رد هذه الكلمة - كبراً وحسداً - فهو من أهل الجحيم فقال سبحانه : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)} [الصافات : 22-23]
ثم ذكر سبحانه سبب هذا الوعيد بعد ذكر وصف حالهم فقال سبحانه : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)} [الصافات : 35-36]

4- الانقياد لما دلت عليه . 
كما جاء في قوله تعالى : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان : 22]
ومعنى الآية : أن من انقاد وخضع لله سبحانه وتعالى - وهو مع ذلك محسن في عمله بأن يطيع الله في شرعه - فقد حقق الاستمساك بالعروة الوثقى ، وهي ( لا إله إلا الله ) .

5- الصدق .
وهو أن يقولها صادقاً من قلبه ، فيطابق قلبُه لسانَه . 
فقد ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من أحد يشهد إن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قبله إلا حرمه الله على النار ) . 

6- الإخلاص .
وهو إفراد الله تعالى بتصفية العمل من جميع شوائب الشرك ، كالرياء والسمعة . 
فقد جاء عنه صل الله عليه وسلم : ( فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله الله يبتغي بذلك وجه الله ) . 

7- المحبة لهذه الكلمة وما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بها . كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة : 165]
فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً ، وأهل الشرك يحبون أصنامهم مثل محبتهم لله ، وهذا شرك ينافي لا إله إلا الله . 

تنبيه !!!
ليس المراد من هذه الشروط مجرد حفظها ، فكم من إنسان اجتمعت فيها والتزمها بفطرته ، ولو قيل عَدِّدها لم يُحسن ذلك ، وكم من حافظ لألفاظها وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها ، والتوفيق بيد الله تعالى . 



تـوحيـد الألـوهيـة 150474314656681

العبادة لغة : من التذلل والخضوع ، يقال : طريق معبّد إذا كان مذللاً وطأته الأقدام . 
العبادة في الشرع : كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . 

فالعبادات الظاهرة مثل : التلفظ بالشهادتين ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والجهاد في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونصر المظلوم ، وبر الوالدين ، والإحسان للجار واليتيم والفقير ، وتعليم الناس الخير ، والدعوة إلى الله عز وجل ، وأمثال ذلك من العبادة . 
والعبادات الباطنة مثل : الإيمان بللله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وحب الله تعالى والخوف منه ، ورجائه والتوكل عليه ، وإخلاص العبادة له ، والصبر وغير ذلك . 

إن مفهوم العبادة : التوجه إلى الإله المعبود سبحانه وتعالى بالخضوع والانقياد ، والتعظيم بالقلب ، والامتثال لما أمر ، والانتهاء عما نهى . 
وأصل العبادة محبة الله تعالى ، وهذه المحبة إنما تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه ، كما قال تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران : 31]
فجعل اتباع رسوله صل الله عليه وسلم شرطاً لمحبة الله تعالى لهم ، فلا تثبت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله صل الله عليه وسلم . 
وإذا كان القلب محِبّاً لله تعالى خاضعاً له ، فهذا يستلزم انقياد الجوارح وعبوديتها لله تعالى ، فإن القلب إذا ذاق حلاوة محبة الله تعالى ، واللذة بالخضوع والاستكانة إليه ، فإن ذلك يورث فيه مسارعته إلى الخيرات والطاعات ، ومجانبة المعاصي والسيئات . 


منزلة العبادة 

1- خلق الله تعالى الخلائق من أجل عبادته عز وجل ، فقال سبحانه : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56]

2- أن جميع الرسل عليهم السلام من أولهم إلى آخرهم دعوا إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [الأعراف : 59]

3- أمر الله تعالى بعبادته في جميع الأحوال ، وجعل ذلك لازماً لرسوله صل الله عليه وسلم ولجميع أمته ، كما قال سبحانه : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر : 99]

4- ذم الله المتكبرين عن عبادته ، وتوعّدهم بالجحيم ، بقوله : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر : 60]

5- إضافة إلى ذلك فإن حاجة الإنسان وضرورته إلى عبادة الله تعالى فوق كل حاجة وضرورة ، فحاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا شريك له أعظم من حاجة الجسد إلى روحه ، فلا صلاح ولا فلاح للعبد إلا بعبادة الله تعالى والاعتماد عليه ، ولا طمأنينه إلا بذكره ، ولا سعادة إلا بالاقبال عليه سبحانه والتوجه إليه . 
والقلب إذا ذاق طعم عبادة الله وحده ، لم يكن عنده شيءٌ قَطُّ أحلى من ذلك ، ولا ألذ ولا أطيب ، ولا يخلص أحد من آلام الدنيا ونكد عيشها إلا بعبادة الله وحده لا شريك له . 





تـوحيـد الألـوهيـة 150474314684042

أولاً : الدعاء 
الدعاء لغة : الطلب. 
واصطلاحاً : أن يسأل العبد ربّه كل ما يحتاجه وينتفع به من أمور الدنيا والآخرة ، فيطلب من الله تعالى المغفرة والرحمة ، والفوز بالجنة والنجاة من النار ، كما يسأله العفاف والغنى وغير ذلك. 
والدعاء من أهم العبادات وأعظمها ، فهو يجمع الكثير من أنواع العبادة ، كالاعتماد على الله تعالى ، والخضوع له ، والافتقار إليه ونحو ذلك. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة : 186]
وعن النعمان بن بشير رضي اللع عنهما قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلّم يقول على المنبر: إِنَّ الدُعَاءَ هْوَ العِبَادَة ، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر : 60]

ثانياً: المحبة 
وهي روح العبادة وأصلها ، فإن الله تعالى هو المألوه أي المعبود المحبوب ، فيجب أن يكون القلب عامراً بمحبة الله تعالى محبة إجلال وتعظيم ، لما يستحقه الله تعالى من صفات الكمال ، ولما أنعم الله على عباده من النعم التي لا تعد ولا تحصى. 
عن أنت بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلّم ( قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) . 

ثالثاً: الصلاة 
وهي أظهر شعائر العبادة ، وهي عمود الإسلام ، قد فرضها الله تعالى على كل مكلف ، الذكر والأنثى ، والحاضر والمسافر ، والصحيح والمريض. 
يقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام : 162-163]
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلّم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) .

رابعاً: الخوف 
تعريفه: أن يخاف العبد عقاب الله في الدنيا ، وعذاب النار في الآخرة ، بحيث يحجزه هذا الخوف عن الوقوع فيما حرم الله تعالى. 
قال الله تعالى: { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 175] 
وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها قالت: ( يا رسول الله ، قول الله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: لا يا ابنة الصديق ، ولكن الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ، ويخاف ألا يقبل منه ). 

خامساً: الرجاء
تعريفه: حسن الظن بالله تعالى ، والطمع في سعة رحمة الله تعالى ، والثقة بمنه وكرمه عز وجل. 
ففي الحديث عن النبي صل الله عليه وسلّم أنه قال: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلّ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ) . 

سادساً: التوكل
تعريفه: اعتماد القلب على الله عزّ وجلّ في جلب المصالح ودفع المضار ، من أمور الدنيا والآخرة ، مع الاجتهاد في فعل الأسباب المشروعة. 
كما قال النبي صل الله عليه وسلّم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ). 

سابعاً: التوسل 
التوسل لغة: التقرب. 
وشرعاً: التقرب إلى الله تعالى بما أمر به أو بما أمر به رسوله صل الله عليه وسلّم من صالح الأقوال والأعمال. 
ولما كان التوسل عبادة وقربة إلى الله ، فيتعين أن يكون على وفق ما شرعه الله تعالى في كتابه أول على لسان نبيه صل الله عليه وسلّم. 

وقد دل الكتاب والسنة على أن التوسل المشروع ثلاثة أنواع: 
1- التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته العلى والدليل قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف : 180]
وكان النبي صل الله عليه وسلّم إذا أهمه وأحزنه أمر قال: ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ). 
ولقد أدلت الأدلة الصحيحة على أن المسلم يستحب له أن يسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته العلى ، كأن يقول مثلاً: اللهم إنك الغفور الرحيم فاغفرلي وارحمني. 

2- التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة. 
وذلك أن يذكر المسلم بين يدي دعائه عملاً صالحاً قام به لله سبحانه وتعالى ، فيسأل الله تعالى به. 
والدليل قوله تعالى عن أهل الإيمان: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا غڑ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران : 193]
والدليل من السنة حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدّت عليهم باب الغار فلم يستطيعو الخروج ، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم ففرّج الله عنهم فخرجوا يمشون. 

3- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الصالحين الأحياء . 
وذلك كأن يقع المسلم في كرب شديد فيسأل أحد الصالحين الأحياء أن يدعو له ربه ليفرِّج عنه كربته. 


وإذا عرفتَ التوسل الشرعي وأدلته ، فإن التقرب والتوسل إلى الله تعالى بلا دليل صحيح يعدّ ابتداعاً وإحداثاً في دين الله تعالى. 
فالتوسل البدعي : التقرب إلى الله تعالى بما لم يشرعه الله تعالى. 
يقول النبي صل الله عليه وسلّم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلَاً لَيْسَ عَلَيَهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رُدٌّ ). 

وأنواع التوسل البدعي كثيرة نذكر منها ما يلي : 
* التوسل إلى الله تعالى بالجاه. 
كأن يتوسل إلى الله بجاه النبي صل الله عليه وسلّم أو بجاه غيره ، فهذا توسل مبتدع ، لأنه لم يثبت به الدليل. 
* التوسل إلى الله تعالى بذوات الصالحين. 
كأن يقول مثلاً اللهم إني أتوسل بعبدك فلان ، فلا يجوز هذا التوسل ، لعدم ورود الدليل عليه ، فلم يجعل الله تعالى التوسل بالصالحين سبباً للإجابة، ولم يشرع لعباده. 
































تـوحيـد الألـوهيـة 150474314696353

1- كمال المخلوق وعلو منزلته في تحقيق عبوديته لله تعالى. 
فكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ، فالعبد كلمت كان أذلّ لله تعالى وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له كان أقرب وأعز له وأعظم لشأنه ، فأسعد الخلق أعظمهم عبودية لله تعالى ، كما هو حال الرسل عليهم السلام وأتباعهم. 

2- العبادة تجمع أمرين : ( كمال الحب ) و ( كمال الذل ). 
فمن أحبّ شيئاً ولم يخضع له ، لم يكن عابداً له ، كما يحب الرجل صديقه ، وكذا من خضع لإنسان مع بغضه له ، لم يكن عابداً له ، ولذلك لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى ، بل يجب أن يكون الله تعالى أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله تعالى أعظم عنده من كل شيء. 

3- كل من استكبر عن عبادة الله تعالى فلا بد أن يعبد غيره. 
بل كلما كان الإنسان أعظم استكباراً عن عبادة الله تعالى ، كان أعظم إشراكاً بالله ، فمن لم يكن الله معبوده ومقصوده ، فلا بد أن يكون له معبود آخر ، فقد يستعبده المال ، أو الأوثان ، ونحو ذلك ، فالإنسان بطبيعته لا يخرج عن العبودية ، فإنه مفتقر محتاج ، ولا بد أن يقصد شيئاً وأن يعتمد عليه ، وهذا أمر ضروري في حق كل إنسان ، فمن لم يكن الله معبوده والمستعان به ، فإن معبوده غير الله تعالى ، كالأوثان والأصنام ، فإن من ترك عبادة الرحمن ، اشتغل بعبادة الأوثان ، ومن ترك محبة الله تعالى وخوفه ورجاءه ، عوقب بمحبة غير الله وخوفه من مال أو صاحب جاه ونحوهما. 

4- العبادات القلبية - مثل محبة الله تعالى والخوف منه ورجائه والتوكل عليه - أعظم من عبادات الجوارح. 
فعبودية القلب لله تعالى هي الأصل والأساس ، كما قال النبي صل الله عليه وسلّم : ( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ ). 
وإنما يصير القلب عبداً لله تعالى إن كان الله هو مقصوده ومراده فيكون مقبلاً على الله تعالى معرضاً عما سواه ، بحيث لا يحب إلا الله تعالى ، ولا يرجو إلا الله ، ولا يخاف إلا الله ، كما يكون القلب متوكلاً على الله وحده ، متعلقاً بالله تعالى ، قد فوّض أمره إلى الله تعالى ، الذي بيده النفع والضر وحده ، وله الأمر كله. 

5- يشترط لقبول العبادة شرطان : 
الأول : أن تكون خالصة لله تعالى. 
الثاني : أن تكون صواباً على سنه النبي صل الله عليه وسلّم. 
كما قال تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف : 110]. 
avatar
polina.
عميل نشيط
البلد |✧ : الجزائر
عدد المساهمات |✧ : 320
تاريخ التسجيل |✧ : 27/08/2018
الجنس |✧ : انثى

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

الأربعاء أغسطس 29, 2018 11:10 am
[size=16]تـوحيـد الألـوهيـة 1182881045 تـوحيـد الألـوهيـة 1014692859 
[/size]
[size=16]السلام عليكم ورحمهه الله تعالى وبركآته ~[/size]
[size=16]اسعد الله صباحكك ومساكك تـوحيـد الألـوهيـة 3964592744[/size]
[size=16]كيفك ؟ عساك طيب وم تشكي من شر .. تـوحيـد الألـوهيـة 1557580474 تـوحيـد الألـوهيـة 3520643946[/size]
[size=16]مع اني لم افهم الموضوع جيدآ الا اني استفدت بكثير من المعلومآت القيمه..[/size]
[size=16]جازاك الله خيرآ ، في امان الله وحفظهه [/size]
L U C I F E R
L U C I F E R
عميل خبير
البلد |✧ : الجزائر
عدد المساهمات |✧ : 605
تاريخ التسجيل |✧ : 27/08/2018
الجنس |✧ : ذكر

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

الثلاثاء سبتمبر 04, 2018 3:00 am
شكرا لك على الموضوع 
بإنتظار جديدك 
ملك الإعتمادات
ملك الإعتمادات
المدير العام
البلد |✧ : المملكه العربيه السعوديه
عدد المساهمات |✧ : 481
تاريخ التسجيل |✧ : 18/06/2016
الجنس |✧ : ذكر
https://www.e3tmadat.net

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

الجمعة سبتمبر 07, 2018 11:02 am
شكرا لك على الموضوع 
بإنتظار جديدك
وجعلها الله في موازين حسناتك
avatar
رؤوف
عميل خبير
البلد |✧ : الجزائر
عدد المساهمات |✧ : 701
تاريخ التسجيل |✧ : 03/09/2018
الجنس |✧ : ذكر

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

السبت سبتمبر 15, 2018 4:28 am
شكرا لك على الموضوع المميز
•◦❈ ĻŷMbǿ ❈•◦
•◦❈ ĻŷMbǿ ❈•◦
عميل خبير
البلد |✧ : الجزائر
عدد المساهمات |✧ : 941
تاريخ التسجيل |✧ : 28/08/2018
الجنس |✧ : انثى

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

الجمعة سبتمبر 21, 2018 1:26 pm
السلاآآم عليكم ورحمةة الله تعآآلى وبركآآتهه
 أخباركــ إنشآآء الله تمآآم ؟؟ دوـــمز يآآرب .  تـوحيـد الألـوهيـة 1809002953
موضوع رائع افادني حقآآآ  تـوحيـد الألـوهيـة 3533001382 شكرا لككك على
 الطرح القميل  تـوحيـد الألـوهيـة 864829363 تـوحيـد الألـوهيـة 2283678535 والفريد من نوعهه وعلى 
الكلمآآآتـــ القيمةة تـوحيـد الألـوهيـة 2585693380 التي افادتني  تـوحيـد الألـوهيـة 1720683162
دمتـــ بود  تـوحيـد الألـوهيـة 2283678535 تـوحيـد الألـوهيـة 2283678535 
тмηєтк
тмηєтк
عميل خبير
البلد |✧ : المملكه العربيه السعوديه
عدد المساهمات |✧ : 500
تاريخ التسجيل |✧ : 21/09/2018
الجنس |✧ : ذكر

تـوحيـد الألـوهيـة Empty رد: تـوحيـد الألـوهيـة

السبت سبتمبر 22, 2018 3:26 pm
موضوع رائع وجميل
جزاك الله الف خير
في ميزان حسناتك يارب
بالتوفيق  
تـوحيـد الألـوهيـة 1845641411تـوحيـد الألـوهيـة 3415702200.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى